أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

صور من حياة الصحابة (رضى الله عنهم) والاقتداء بهم ، خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير

صور من حياة الصحابة ( رضى الله عنهم ) والاقتداء بهم ، خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير ، بتاريخ 11 ربيع الأول 1441 هـ ، الموافق 8 نوفمبر 2019.

 

 

لتحميل خطبة بعنوان : صور من حياة الصحابة (رضى الله عنهم) والاقتداء بهم ، خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير :

لتحميل خطبة بعنوان : صور من حياة الصحابة (رضى الله عنهم) والاقتداء بهم ، خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة بعنوان : صور من حياة الصحابة (رضى الله عنهم) والاقتداء بهم ، خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

ولقراءة خطبة بعنوان : صور من حياة الصحابة (رضى الله عنهم) والاقتداء بهم ، خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير  : كما يلي:

 

عناصر خطبة بعنوان : صور من حياة الصحابة (رضى الله عنهم) والاقتداء بهم ، خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير   :

 

العنصر الأول: فضائل الصحابة والاقتداء بهم

العنصر الثاني : صور مشرقة لشباب صحابة الرسول

العنصر الثالث: كيف تحصل على أجر خمسين من الصحابة ؟!!

المقدمة:                                                            أما بعد:

 

صور من حياة الصحابة (رضى الله عنهم) والاقتداء بهم

العنصر الأول: فضائل الصحابة والاقتداء بهم

عباد الله: لقد مدح الله – عز وجل – الصحابة الكرام المهاجرين والأنصار في مواضع كثيرة من القرآن الكريم. قال تعالى: { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة: 100) ؛ والصحابي : هو مَن لقي النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – مؤمنًا به، وماتَ على الإسلام. وهذا التعميم في تعريفِ الصحابي؛ يدل على فضْل الصُّحبة، وعلى شرفِ منزلة النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -؛ ولأنَّ لرؤية نور النبوة قوةَ سريانٍ في قلْب المؤمِن، فتظهر آثارُها على جوارحِ الرَّائي في الطاعةِ والاستقامة مدَى الحياة، ببركتِه – صلَّى الله عليه وسلَّم – ويَشهد لهذا قوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -:

” طُوبَى لِمَن رآنِي وآمَنَ بي، وطُوبَى لِمَن آمَنَ بي وَلَمْ يَرنِي سَبْعَ مِرارٍ .”( أحمد ) . فالرسول صلى الله عليه وسلم ذكر طوبى مرة واحدة لمن رآه وآمن به؛ وسبع مرار لمن آمن به ولم يره !! لماذ؟! قال المناوي رحمه الله:” وذلك لأن الله مدحهم بإيمانهم بالغيب؛ وكان إيمان الصدر الأول غيباً وشهوداً؛ فإنهم آمنوا بالله واليوم الآخر غيباً؛ وآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم شهوداً لما أنهم رأوا الآيات وشاهدوا المعجزات؛ وآخر هذه الأمة آمنوا غيباً بما آمن به أولها شهوداً؛ فلذا أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم.!!” (فيض القدير) .

فالصحابيُّ بهذا التعريفِ قد حصَل على “شرَف الصُّحبة وعِظم رُؤية النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم؛ وذلك أنَّ رؤيةَ الصالحين لها أثرٌ عظيمٌ، فكيف برؤية سيِّد الصالحين؟! فإذا رَآه مسلمٌ – ولو لحظة – انطَبع قلبُه على الاستقامةِ؛ لأنَّه بإسلامه متهيِّئ للقَبول، فإذا قابَل ذلك النورَ العظيم أشْرَقَ عليه وظهَر أثرُه في قلْبه، وعلى جوارحِه”[ الإبهاج في شرح المنهاج، تقي الدين السبكي].

عباد الله:

إن الله اصطفى قلوب صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم وطهرها من بين قلوب العباد. فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:” إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ؛ ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ؛ فَمَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنٌ وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ سَيِّئٌ”. (أحمد والطبراني وقال الهيثمي: رجاله موثوقون) .

لذلك استحقوا أن يكونوا خيار الناس؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي؛ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ؛ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ؛ ثُمَّ يَجِيءُ مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ.” (متفق عليه).

 ” وإنما صار أول هذه الأمة خير القرون ؛ لأنهم آمنوا به حين كفر الناس ، وصدقوه حين كذبه الناس ، وعزروه ، ونصروه ، وآووه ، وواسوه بأموالهم وأنفسهم ، وقاتلوا غيرهم على كفرهم حتى أدخلوهم في الإسلام ” ا.هـ [التمهيد ؛ وفيض القدير] .

ومما جاء في فضل الصحابة -رضى الله عنهم- ما رواه أَبُو بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ؛ فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ؛ وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ؛ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ.” [مسلم]. “وهو إشارة إلى الفتن الحادثة بعد انقراض عصر الصحابة؛ من طمس السنن وظهور البدع وفشو الفجور في أقطار الأرض. ” [تحفة الأحوذي وفيض القدير] .

 أيها المسلمون:

علينا أن نعلمَ، أنَّه إذا فاتنا شرفُ الصُّحْبة، فيجب ألاَّ تفوتنا أُخوَّةُ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – والصحابةِ، وأنْ نكونَ من الذين تمنَّى رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – رؤيتَهم؛ فعن أبِي هُريرةَ :”أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أتى المقبرةَ فقال : السلامُ عليكُمْ دارَ قومٍ مُؤمنينَ . وإنا، إنْ شاء اللهُ، بكمْ لاحقونَ . وددتُ أنا قدْ رأينا إخوانَنا قالوا : أولسنَا إخوانَك يا رسولَ اللهِ ؟ قال أنتمْ أصحابي . وإخوانُنا الذين لمْ يأتوا بعدُ . فقالوا:

كيفَ تعرفُ منْ لم يأتِ بعدُ من أمتكِ يا رسولِ اللهِ ؟ فقال أرأيتَ لو أنَّ رجلًا لهُ خيلٌ غرٌّ محجَّلةٌ . بين ظهرِي خيلٍ دهمٍ بهمْ . ألا يعرف خيلَهُ ؟ قالوا: بلى . يا رسولَ اللهِ ! قال فإنهمْ يأتونَ غرًا مُحجَّلينَ منَ الوضوءِ . وأنا فرَطُهمْ على الحوضِ. ألا ليذادنَّ رجالٌ عنْ حوضِي كما يذادُ البعيرُ الضالُّ . أُناديهم: ألا هلُمُّ ! فيقال: إنهمْ قد بدَّلوا بعدَكَ . فأقولُ: سُحقًا سُحقًا “. (مسلم)؛ شريطة اتباع هديه والعمل بسنته صلى الله عليه وسلم.

عباد الله: إن فضل الصحابة عظيم؛ ويكفي أن كل عمل – يعمله مَن بعدهم إلى يوم القيامة – في ميزان حسناتهم !! ” فكل خير فيه المسلمون إلى يوم القيامة من الإيمان والإسلام ، والقرآن والعلم، والمعارف والعبادات، ودخول الجنة، والنجاة من النار، وانتصارهم على الكفار، وعلو كلمة الله فإنما هو ببركة ما فعله الصحابة، الذين بلغوا الدين، وجاهدوا في سبيل الله. وكل مؤمن آمن بالله فللصحابة رضي الله عنهم عليه فضل إلى يوم القيامة” . ( منهاج السنة النبوية ) .

أحبتي في الله: إن فضائل الصحابة لا يحصيها عد ؛ ولا يسطرها قلم؛ ولا يصفها لسان؛ ولا يحيط بها بيان!!

وقد ذكر أصحاب السنن كُتُباً وأبواباً في مناقب وفضائل الصحابة كلٌ على حده؛ ومن أراد معرفة المزيد فليرجع إلى مظانها في كتب السنة؛ وحسبي ما ذكرت في فضلهم إجمالاً ؛ جعلنا الله وإياكم أحسن حالا ومآلاً !!

أيها المسلمون: إذا كان الصحابة قد نالوا الشرف العظيم بصحبة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم؛ فالواجب علينا أن نقتدي بهم؛ ونهتدي بهديهم؛ ونستن بسنتهم كما أمرنا بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ فَعنِ الْعِرْبَاضِ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ؛ وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ؛ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.”( أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان) . قال القاري في المرقاة : ” فعليكم بسنتي ” أي بطريقتي الثابتة عني واجبا أو مندوبا ، وسنة الخلفاء الراشدين فإنهم لم يعملوا إلا بسنتي ، فالإضافة إليهم إما لعملهم بها أو لاستنباطهم واختيارهم.”

” وقال ابن مسعود رضى الله عنه: من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.” (تفسير القرطبي) .

وقال ابن رجب:

” والسُّنة : هي الطريقة المسلوكةُ ، فيشمل ذلك التمسُّك بما كان عليه هو وخلفاؤه الرَّاشدونَ مِنَ الاعتقادات والأعمال والأقوال ، وهذه هي السُّنةُ الكاملةُ ، ولهذا كان السلف قديماً لا يُطلقون اسم السُّنَّةِ إلا على ما يشمل ذلك كلَّه.”(جامع العلوم والحكم). فالصحابة كانوا يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأقوال والأعمال والأفعال .

عباد الله: القدوة القدوة تفلحوا !! فمن منا يستطيع أن يقتدي بأبي بكر فى صحبته وصداقته؟ أو ببلال فى توحيده؟ أو بأبي هريرة فى بره لأمه؟ أو بعمر فى الحق والعدل؟ أو بعبد الرحمن بن عوف في إصراره على الربح الحلال ؟ أو بعلي رضي الله عنه في ثقته في النبي وفدائيته؟ أو بعثمان في حيائه وتصدقه؟ أو بأبي دجانة فى استماتته فى الدفاع عن نبيه؟ أو بخباب فى دفاعه عن عرض نبيه؟ أو بعمار بن ياسر فى صبره؟ أو بابن مسعود فى قراءته للقرآن؟ أو بخالد فى نصرته لدينه؟ أو بأنس بن مالك فى خدمته حبه؟ أو بسلمان فى بحثه عن الحقيقة؟ أو بأبي موسى الأشعري فى كرمه؟ أو بأبي أيوب الأنصارى فى حسن استقباله لضيفه؟ أو ……أو……. فعَلينا أن نتشبَّه بصحابةِ رسولِ الله الأبرار، وأن نَمشيَ على نهجهم.

وَتَشَبَّهُوا إِنْ لَمْ تَكُونُوا مِثْلَهُمْ……….. إِنَّ التَّشَبُّهَ بِالكِرَامِ فَلاَحُ

أحبتي في الله: إننا إن فعلنا ذلك واقتدينا بهم؛ لصلح حالنا وحال أولادنا وبناتنا ونسائنا؛ وصلح حال جميع البلاد والعباد !!

العنصر الثاني : صور مشرقة لشباب صحابة الرسول

أيها المسلمون: إن من ينظر إلى حملة الإسلام الأوائل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يجد أن أكثرهم كانوا شباباً، قام عليهم الدين، وحملوه على أكتافهم حتى أعزهم الله ونصرهم. فهذا الصديق رضي الله عنه لم يتجاوز السابعة والثلاثين ، وهذا عمر رضي الله عنه لم يتجاوز السابعة والعشرين ، وهذا عثمان رضي الله عنه لم يتجاوز الرابعة والثلاثين ، وعلي رضي الله عنه لم يكن تجاوز العاشرة ، وكذلك بقية العشرة رضي الله عنهم :

طلحة بن عبيد الله لم يتجاوز الرابعة عشر ، والزبير بن العوام لم يتجاوز السادسة عشرة ، وسعد بن أبي وقاص لم يتجاوز السابعة عشرة ، وسعيد بن زيد لم يتجاوز الخامسة عشرة ، وأبو عبيدة لم يتجاوز سبعاً وعشرين ، وعبد الرحمن بن عوف لم يتجاوز الثلاثين . وكذلك عبدالله بن مسعود، ومصعب بن عمير، والأرقم بن أبي الأرقم، وخباب، ومعاذ وعشرات غيرهم، بل مئات كانوا شباباً.( راجع سيرهم في كتاب : الإصابة لابن حجر).

شباب الإسلام:

إليكم نماذجَ وصوراً خالدة مشرقة من مواقف أصحاب القدوة من الشباب في التاريخ؛ وكيف أسهموا  في بناء الحضارة الإسلامية؛ لتعرفوا جيدًا كيف تحمَّل هؤلاء في سبيل الدعوة إلى الله الأذى الأكبر، وكيف ذاقوا في الإسلام صنوفَ الاضطهاد، فما وَهَنوا وما ضَعُفوا، وما استكانوا، بل ظلوا مجاهدين مثابرين إلى أن حقَّق الله على أيديهم الفتح المبين والنصر المؤزَّر في جميع مجالات الحياة .

ففي مجال القضاء: عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: “بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم – إِلَى الْيَمَنِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَبْعَثُنِي وَأَنَا شَابٌّ أَقْضِي بَيْنَهُمْ وَلَا أَدْرِي مَا الْقَضَاءُ؟! قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ قَلْبَهُ وَثَبِّتْ لِسَانَهُ» قَالَ: فَمَا شَكَكْتُ بَعْدُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ.”(  أبو داود وابن ماجة بسند صحيح). فاعتمد النَّبِـي  صلى الله عليه وسلم  على عَلِيٍّ؛ وهو شاب في منصب من أخطر المناصب وهو القضاء بين الناس؛ لما لهذا المنصب من الجهد والبحث المتواصل عن الحقائق، وتعلم الفقه والعلوم التي بها يقضي بين الناس ولا يتأتى هذا إلا على يد شاب عاقل قوى التحمل رابط الجأش.

وفي مجال الصبر والثبات:

فإن صحابة رسول الله قد أعدُّوا للصبر والابتلاء نفوسًا مؤمنة صامدة، وقلوبًا مُطمئنَّة بذِكر الله.

فها هو بلال المؤمن الصابر قد تلقَّى في سبيل الله ألوانًا من العذاب وأصنافًا من البلاء، فكلما اشتدَّت عليه وطْأَة الألَم، ووُضِعَت على بطنه الحجارة الثقيلة في وَهَج الظهيرة المُحرق، ازدادَ إيمانًا، وهتَف من الأعماق: أحدٌ أحدٌ، فردٌ صمدٌ.

وهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود، فقد اجتمع يوماً أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ” والله ما سمعت قريش بهذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهم ؟ “، فقال عبد الله بن مسعود: ” أنا “، قالوا: ” إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن آذوه “، فقال:

” دعوني؛ فإن الله عز وجل سيمنعني “، فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها حتى قام عند المقام، فقال رافعاً صوته: بسم الله الرحمن الرحيم ” الرحمن علم القرآن ” فاستقبلها، فقرأها، فتأملوا، فجعلوا يقولون: ” ما يقول ابن أم عبد ؟! “، قالوا: ” إنه يتلو بعض ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم !! “، فقاموا فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه، فقالوا:” هذا الذي خشينا عليك “، فقال:” ما كان أعداء الله قط أهون علي منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غداً “،قالوا:

” حسبك قد أسمعتهم ما يكرهون “. (سيرة ابن إسحاق).

 وهذا مصعب بن عُمير – رضي الله عنه – أسلَم مع الأوَّلين الأوائل في دار الأرْقم بن أبي الأرقم، وكتَم إسلامه خوفًا من أُمِّه وقومه، ولَمَّا كشَفوا أمره أخَذوه، فحَبَسوه وعذَّبوه، فلم يَزَل محبوسًا معذَّبًا، حتى خرَج إلى أرض الحبشة في الهجرة الأولى، ثم رجَع مع المسلمين حين رجعوا؛ وقُتِل – رضي الله عنه – في غزوة “أُحد” شهيدًا، فلم يجدوا شيئًا يُكَفِّنونه فيه سوى بُردة، فكانوا إذا وضَعوها على رأسه، خرَجَت رجلاه، وإذا وضعوها على رِجليه، خرَج رأسه، فقال لهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” اجْعَلوها على ما يلي رَأْسه، واجعلوا على رِجليه من الإذْخِر ” ( مسلم ).

وقد وقف صلى الله عليه وسلم على هذا الفتى وهو مقتول مُسجًّى في بُردة، فقال له والدموع تتَرقرق من عينيه: ” ما رأيتُ بمكة أحسنَ لِمَّة، ولا أرقَّ حُلَّة، ولا أنعمَ نعمة – من مصعب بن عُمير”،(مستدرك الحاكم) ؛ وقرأ عليه قوله تعالى: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } [الأحزاب: 23].

وفي مجال الجهاد والدفاع عن الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم:

أكتفي بذكر هذا الموقف الذي يرويه لنا الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه حيث يقول: بينا أنا واقفٌ في الصفِّ يومَ بدرٍ ، فنظرتُ عن يميني وعن شمالي ، فإذا أنا بغلامينِ من الأنصارِ ، حديثةٌ أسنانهما ، تمنيتُ أن أكونَ بين أضلعٍ منهما ، فغمزني أحدهما فقال : يا عمِّ هل تعرفُ أبا جهلٍ ؟ قلتُ : نعم ، ما حاجتكَ إليهِ يا ابنَ أخي ؟ قال :

أُخْبِرْتُ أنَّهُ يَسُبُّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، والذي نفسي بيدِهِ ، لئن رأيتُهُ لا يُفارقُ سوادي سوادَهُ حتى يموتَ الأعجلُ مِنَّا ، فتعجبتُ لذلك ، فغمزني الآخرُ ، فقال لي مثلَها ، فلم أَنْشِبْ أن نظرتُ إلى أبي جهلٍ يجولُ في الناسِ ، قلتُ : ألا ، إنَّ هذا صاحبكما الذي سألتماني ، فابتدراهُ بسيفهما ، فضرباهُ حتى قتلاهُ ، ثم انصرفا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأخبراهُ ، فقال : أيكما قتلَهُ . قال كلُّ واحدٍ منهما : أنا قتلتُهُ ، فقال : هل مسحتما سيفيْكما ؟ قالا : لا ، فنظرَ في السيفيْنِ ، فقال : كلاكما قتلَهُ ، سلَبُهُ لمعاذِ بنِ عمرو بنِ الجموحِ . وكانا معاذَ بنَ عفراءَ ومعاذَ بنَ عمرو بنِ الجموحِ .” ( البخاري ومسلم).

 بينما عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يُحدّث نفسه بما يُحدّثها به ، ويتمنّى أن لو كان بين أضلع وأقوى وأجلد منهما ، إذ فاجآه بالسؤال ! والسؤال عمّن ؟ عن عدو الل ! عن أبي جهل حيث بلغهما أنه سب النبي صلى الله عليه وسلم!! فأين أنتم ممن تطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبه وشتمه؟! إن أمتنا بحاجة إلى (معاويذ)!

وفي مجال العلم أقول:

إذا ذُكر العلم ذُكر ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، لذا كان عمر رضي الله عنه يجلسه معه ومع أكابر الصحابة، ويستشيره في الأمر إذا أهمه، ويقول: غص غواص»؛ وهذا معاذ بن جبل يقول عنه أبو سلمة الخولاني: دخلت مسجد حمص، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلاً من الصحابة، فإذا فيهم شاب أكحل العينين، براق الثنايا ساكت، فإذا امترى القوم، أقبلوا عليه، فسألوه، فقلت: من هذا؟ قيل: معاذ بن جبل، فوقعت محبته في قلبي»( سير أعلام  النبلاء).

بل حثهم عليه السلام على تعلم اللغات الأخرى؛ فعَنْ زيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وأنا ابن إحدى عشرة سنة. فأَمَرَنِي أَنْ أَتَعَلَّمَ لَهُ كَلِمَاتٍ مِنْ كِتَابِ يَهُودَ قَالَ إِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي قَالَ فَمَا مَرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى تَعَلَّمْتُهُ لَهُ قَالَ فَلَمَّا تَعَلَّمْتُهُ كَانَ إِذَا كَتَبَ إِلَى يَهُودَ كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ وَإِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ قَرَأْتُ لَهُ كِتَابَهُمْ»( أبو داود والترمذي وصححه).

وفي مجال العبادة:

وفي إطار عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب النابغة من فهم عميق بخصائص هذه المرحلة نجد النبي صلى الله عليه وسلم لا يغفل عن ضبط حماسهم وتوجيههم إلى ما يتناسب وطبيعة أعمارهم. ويدل على ذلك قصة الشباب الثلاثة الذي أبدوا حماساً في العبادة، كما يروي ذلك أَنَسٌ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، قَالَ : جَاءَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا أُخْبَرُوا بِهَا ، كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا ، فَقَالُوا :

أَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ : أَمَّا أَنَا فَأُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا ، وَقَالَ الآخَرُ : أَنَا أَصُومُ النَّهَارَ لا أُفْطِرُ ، وَقَالَ الآخَرُ : أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا . فَجَاءَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ؟ أَمَا وَاللَّهِ  ، إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي.” ( البخاري) كل ذلك شفقة من الرسول صلى الله عليه وسلم على هؤلاء الشباب الذين عزموا على ترك بعض ما أحل الله لهم والاجتهاد في طاعة الله سبحانه وتعالى.

وفي هذا الإطار نفسه نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفق على الشاب عبدالله بن عمرو بن العاص عندما أخذه حماس الشباب في قراءة القرآن كاملاً كل ليلة، فلما علم بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قال له مشفقاً عليه:

“إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيْكَ الزَّمَانُ ، وَأَنْ تَمَلَّ ، فَاقْرَأْهُ فِي شَهْرٍ , فَقُلْتُ : دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي ، قَالَ : فَاقْرَأْهُ فِي عَشْرٍ , قُلْتُ : دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي ، قَالَ : فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ , قُلْتُ : دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي , فَأَبَى. “(أحمد والنسائي وابن ماجة بسند صحيح). “. ولقد عَمَّـرَ عبدالله بن عمـرو طويلا، ولمّا تقدمـت به السـن ووَهَـن منه العظـم، كان يتذكر دائما نُصْـحَ الرسول فيقول:  يا ليتني قبلـت رُخصـة رسـول اللـه ”  ( سير أعلام النبلاء ).

وقس على ذلك جميع مجالات الحياة وبناء الحضارة الإسلامية والتي قامت بسواعد شباب صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.

أيها الإخوة الكرام: هذا غيض من فيض، وفي سيرة سلفنا الصالح من الشباب ما يجل عن الحصر، ولكن حسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق، وعلى شبابنا وناشئينا الاهتمام والعناية بهذه السيرة المباركة واتخاذهم قدوة؛ حتى يلحقوا بركبهم وينهلوا شيئًا من بركاتهم التي حلت عليهم بفضل جهادهم وعبادتهم، وعلمهم.

العنصر الثالث: كيف تحصل على أجر خمسين من الصحابة ؟!!

عباد الله:

نحن في ظل المستجدات العصرية ووسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة؛ تكثر معها الفتن واختلاط الأمور؛ فعليك أن تعمل جاهداً صابراً عن المعاصي والمحرمات؛ وأن تذل نفسك وتقهرها عن فعل المنكرات؛ إنك إذا فعلت ذلك – مع ما يحيط بك من فتن ومغريات – فسيكون لك أجر خمسين من صحابة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم ؛ فعن عتبة بن غزوان ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن وراءكم أيام الصبر ، المتمسك فيهن يومئذ بمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين منكم » ، قالوا : يا نبي الله ، أو منهم ؟ قال :

« لا ، بل منكم » ، قالوا : يا نبي الله ، أو منهم ؟ قال : « لا ، بل منكم » ثلاث مرات ، أو أربعا .” وفي رواية بزيادة: ” إنكم تجدون على الخير أعوانا وهم ولا يجدون ” ( أبو داود وابن ماجه والحاكم وصححه والطبراني واللفظ له ). وقد استشكل هذا الحديث مع قوله صلى الله عليه وسلم: ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ .” (متفق عليه). ” ؛ وغير ذلك من الأحاديث التي تدل على فضل الصحابة وعلو منزلتهم؛ وأن المتأخرين مهما بلغوا من العمل لم يصلوا إلى درجتهم في الفضل والرفعة.

وقد تكلم العلماء في ذلك فقالوا:

أن الأجر أجران: أجر العمل ؛ وأجر الصحبة . فقد يعمل بعض المتأخرين من الأمة أعمالاً أجرها أكبر من أجر من عمل مثلها من بعض الصحابة لقلة الناصر وضعف المعين والفتنة والبلاء؛ ولكنهم لا يبلغون أجر صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ولقائه . قال الحافظ ابن حجر : حديث ” للعامل منهم أجر خمسين منكم ” : لا يدل على أفضلية غير الصحابة على الصحابة لأن مجرد زيادة الأجر لا يستلزم ثبوت الأفضلية .

وأيضاً : فالأجر إنما يقع تفاضله بالنسبة إلى ما يماثله في ذلك العمل ، فأما ما فاز به مَن شاهد النبي صلى الله عليه وسلم مِن زيادة فضيلة المشاهدة فلا يعدله فيها أحد . فبهذه الطريق يمكن تأويل الأحاديث المتقدمة . ” فتح الباري ” .

 ” وقد يكون لهم – أي : للمتأخرين – من الحسنات ما يكون للعامل منهم – أي :

من الصحابة – أجر خمسين رجلاً يعملها في ذلك الزمان ؛ لأنهم كانوا يجدون من يعينهم على ذلك ، وهؤلاء المتأخرون لم يجدوا مَن يعينهم على ذلك لكن تضعيف الأجر لهم في أمور لم يضعف للصحابة لا يلزم أن يكونوا أفضل من الصحابة ولا يكون فاضلهم كفاضل الصحابة؛ فإن الذي سبق إليه الصحابة من الإيمان والجهاد ومعاداة أهل الأرض في موالاة الرسول وتصديقه وطاعته فيما يخبر به ويوجبه قبل أن تنتشر دعوته وتظهر كلمته وتكثر أعوانه وأنصاره وتنتشر دلائل نبوته بل مع قلة المؤمنين وكثرة الكافرين والمنافقين وإنفاق المؤمنين أموالهم في سبيل الله ابتغاء وجهه في مثل تلك الحال أمر ما بقي يحصل مثله لأحد كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم:

” لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه ” . ” مجموع الفتاوى ” .

والخلاصة: أن المضاعفة تكون للأعمال ؛ أما الصحبة فلا تعدلها أعمال وهذا ما انفرد به الصحابة.

وأن الأجر مضاعف مع كثرة الفتن والشهوات التي نعيش فيها الآن؛ فكلما كثرت الشهوات والفتن وتغلب العبد عليها كلما كان أكثر أجراً عند الله، يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “ العبادة في الهرج كهجرة إليَّ ” [مسلم] . قال الإمام النووي: ” المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس ، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ، ويشتغلون عنها ، ولا يتفرغ لها إلا أفراد .” ويدل على ذلك قوله: ” إنكم تجدون على الخير أعوانا وهم ولا يجدون ” .

فهنيئاً لكل من يصبر عن المعاصي وسط هذه الفتن والشهوات؛ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ” . ( أحمد والترمذي ).

فنحن في هذا الزمان تحيط بنا أعوان المعاصي والشهوات؛ من الدش والنت والفيس والنساء العاريات ……..إلخ ؛ وكلما تمسك الإنسان بدينه وصبر عن المعاصي في وسط هذه الشهوات؛ تضاعف له الأجر حتى يصل إلى أجر خمسين من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم!!

رضي الله عن الصحابة الكرام؛ وجمعنا الله بهم في مستقر رحمته ودار كرامته!!

    الدعاء،،،،،                                                      وأقم الصلاة،،،،،

 كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

 د / خالد بدير بدوي

 

 

______________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للمزيد عن أسئلة واختبارات وزارة الأوقاف

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »